كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 6)

الصحابي في الأصول ليس هو حجّة (¬١) بل هو دليل من الأدلة يعمّ الأصول والفروع (¬٢).
واحتج من قال بأنّ قول الصحابي حجّة مطلقًا بما روي من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم" (¬٣) فدلّ على أنّ الاقتداء بهم هدى وطلب الهدى واجب.
وقد سلف في الإجماع الكلام على هذا الحديث (¬٤).
وأجاب المصنف: بأنّ الخطاب هنا خطاب مشافهة للعوام لا يجوز أن يدخل فيه غيرهم ولا يجوز أنْ يكون لمجتهديهم؛ لأنّه (¬٥) ليس محل الخلاف فتعين أنْ يكون لعوامهم. ونحن نسلم أنّ العامي منهم يهتدي بالاقتداء بأيّ مجتهد كان منهم (¬٦).
فإن قلت على هذا: لا يختص هذا الحكم بهم (¬٧).
---------------
(¬١) في (ت): ليس بحجة.
(¬٢) ينظر: الإحكام للآمدي: ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤، وإجمال الإصابة: ص ٧١.
(¬٣) سبق تخريجه.
(¬٤) ينظر ص: ٢٠٩٩.
(¬٥) في (ت): بل لأنه.
(¬٦) ينظر: التبصرة: ص ٣٩٦، والمستصفى للغزالي: ١/ ٢٦٢، والمحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ١٧٥ - ١٧٧، والإحكام للآمدي: ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤، ومختصر ابن الحاجب مع شرح العضد: ٢/ ٢٨٨، نهاية الوصول للصفي الهندي: ٨/ ٣٩٨٧، وإجمال الإصابة: ص ٥٨، وفيه أيضا التنبيه على عدم ثبوت الحديث المحتج به.
(¬٧) هذا الاعتراض أورده الهندي في النهاية: ٨/ ٣٩٨٧.

الصفحة 2680