كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 7)

والثاني: أنْ يجهل الحال فيحكى عنه القولان من غير الحكم على أحدهما بالترجيح (¬١).
قال: (وأقوال الشافعي - رضي الله عنه - كذلك وهي دليل على علو شأنه في العلم والدين).
وقد وقع الحالان المتقدمان للإمام المطلبي قدوتنا أبي عبد الله الشافعي ابن عمّ المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وذلك من الأدلة الواضحة على علو شأنه في العلم والدّين في الحالتين.
أمّا الدليل على العلم في الأولى؛ فإنّه كلما زاد المجتهد علمًا وتدقيقًا، وكان نظره أتمّ تنقيحًا وتحقيقًا ووقوفه (¬٢) على الأدلة المزدحمة مستقيمًا، وإدراك وجه الازدحام فيها وكيفية الانفصال عنها عظيمًا، تكاثرت الإشكالات الموجبة للتوقف لديه وتزاحمت المعضلات بين يديه (¬٣).
وأمّا في الدّين؛ فلم يكن ممن إذا ظهر له وجه الرجحان صمّم على مقالته الأولى، ولا قام بنصرتها وشال (¬٤). . . . . . . . . . . .
---------------
(¬١) ينظر هذه التفاصيل في قولي المجتهد: المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٢/ ٥٢٢، ومختصر ابن الحاجب مع شرح العضد: ٢/ ٢٩٩، ونهاية السول مع حاشية المطيعي: ٤/ ٤٤٧، ونهاية الوصول للصفي الهندي: ٨/ ٣٦٣٤ - ٣٦٣٥.
(¬٢) في (ت): ووقوعه.
(¬٣) ينظر: المحصول ٢ ج/ ق ٢/ ٥٢٧.
(¬٤) شال: شالَ الميزانُ يشول إذا خفت إحدى كفّتيه فارتفعت، وشالت نعامتهم =

الصفحة 2708