كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 7)

وقد سئل بعضهم ما السبب في قصر عمر الشافعي؟ فقال: حتى لا يزالون مختلفين، ولو طال عمره لرفع الخلاف، ولسنا نمعن القول فيما لا يحصره مختصر (¬١) ولا مطول من مناقب هذا (¬٢) الخبر ولكن القلم استطرد ووجد للمقال مجالا.
فقال: ونختم الفصل بما هو من توابع أبواب الترجيح وأمور المقلدين فنقول: إنّ قصر نظر بعض المصنفين (¬٣) عن فهم مراتب المجتهدين فلا عليه لو اقتدى بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأئمة من قريش" (¬٤) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قدّموا قريشا ولا تقدموها" (¬٥) ولم يكن أحد من أصحاب المذاهب معتريًا إلى صليبة قريش بالمسلك الواضح إلّا الشافعي ولا خلاف في اختصاصه بذلك وأنه المقصود بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علمًا" (¬٦)؛ لأنّه الذي طبق الأرض وتخلق بالطيب وردّ ليلها المسود وجبين نهارها المبيض وصار اسمه في مشارقها ومغاربها، وعلا على أنجم السماء طوالعها وغواربها.
---------------
(¬١) في (غ): منحصر.
(¬٢) (هذا) ليس في (ت).
(¬٣) في (غ): المنصفين.
(¬٤) سبق تخريجه.
(¬٥) أخرجه الشافعي في مسنده: ص ٢٦٨، وأحمد في فضائل الصحابة: ٢/ ٦٢٢ رقم (١٠٦٦)، والبيهقي في السنن الكبرى: ٣/ ١٢١، رقم (٥٠٨٠).
(¬٦) أخرجه الشافعي في المسند حديث رقم: (٦٩١)، والبيهقي: ٣/ ١٧٢ في كتاب الصلاة، باب من قال يؤمهم ذو نسب (٧٤١). رقم (٥٢٩٧). قال ابن حجر في تخليص الحبير: ٢/ ٥٣٧ الحديث رقم (٥٧٩) "وقد جمعت طرقه في جزء كبير".

الصفحة 2713