كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

ولما كان تعالى كاملًا في ذاته وصفاته وأفعاله - وُصِف بالجمال وهو تعالى مُقَدَّس عن الصورة، وعن الصفات البشرية.
ومشاهدة صفة الجمال تُثِير المحبة، ومشاهدة صفة الجلال تُثِير الهيبة، والعظمة تُثِير الهيبة أيضًا، فلهذا (¬١) قَرَن المصنِّف العظمة بالجمال (¬٢)؛ لتفيد معنى زائدًا على الجلال، فالباء (¬٣) تحتمل أن تكون بمعنى "في"، أي: تمجد في عظمته وجماله، فارتفع فيهما (¬٤) على كل عظيم وجميل.
ويَحْتمل أن تكون للسببية، على معنى أنَّه ارتفع بعظمته وجماله (¬٥) على كل شيء، فلا (¬٦) شيء إلا وهو دون مجده تعالى، وهو تعالى مجيد بذاته (عظيم بذاته) (¬٧)، فليس المعنى أنّ بعض الصفات أثَّر في بعض، وإنما لما كانت هذه الصفاتُ تشير إلى مجموع معان، وملاحظةُ كلَّ منها (¬٨)
---------------
= لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عيَّن الأسماء المذكورة. وقال ابن العربي: يحتمل أن تكون الأسماء تكملة الحديث المرفوع، ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة، وهو الأظهر عندي". انظر، فتح الباري: ١١/ ٢١٥ - ٢١٧.
(¬١) فى (ت): "فلذلك".
(¬٢) في (ص): "بالجلال". وهو خطأ.
(¬٣) في (ت): "والباء".
(¬٤) في (ص): "بهما". وهو خطأ؛ لأنَّ الشارح يُقَرِّر الكلامَ على أن الباء بمعنى "في".
(¬٥) في (ص): "وجلاله" وهو خطأ.
(¬٦) في (ك): "ولا".
(¬٧) سقطت من (ت).
(¬٨) فى (ت)، و (ص)، و (ك): "منهما". وهو خطأ؛ لأن الضمير يعود إلى مجموع المعاني، أى: ملاحظة كل معنى من مجموع تلك المعاني.

الصفحة 28