كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

(عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)
الغيب والشهادة قيل: السِّرُّ والعلانية، وقيل: الدنيا والآخرة، وقيل: ما غاب عن العباد (وما شاهدوه) (¬١)، وقيل: الغيب: المعدوم، والشهادة: الموجود و (¬٢) المُدْرَك كأنه مشاهد.
والكبير: الكامل في ذاته وصفاته، المُتَقَدِّم في المنزلة والسَّبْق في المرتبة، مِنْ كَبُر بضم الباء.
والمتعالي: المستعلي على كل شيء بقدرته، كَبُر عن صفات المخلوقين وتعالى عنها (¬٣).
(نحمده على فضله المترادِف المتوال، ونشكره على ما عَمَّنا من الإنعام والإفضال)
الحمد: الثناء بجميل الصفات والأفعال، ولا يكون إلا بالقول، سواء كان ذلك الجميلُ في المحمود خاصًا به، أم كان واصلًا منه إلى غيره.
والثاني: شكرٌ، والشكر، يكون بالقول والفعل والاعتقاد، فبينه وبين الحمد عمومٌ وخصوصٌ من وجه، وبين الحمد والمَدْح فرق آخر ادعاه السهيلي: وهو أن الحمد يُشترط فيه أن يكون صادرًا عن عِلْم، وأن
---------------
(¬١) في (ص): "وما شهدوا".
(¬٢) سقطت الواو من (ت).
(¬٣) انظر: معاني هذه الأسماء والصفات للمولى سبحانه وتعالى في: تفسير القرطبي: ٩/ ٢٨٩، تفسير ابن كثير: ٢/ ٥٠٣، زاد المسير: ٤/ ٣٠٨.

الصفحة 33