كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

وهو في الحقيقة لفاعلها من باب قوله: شِعْرٌ شاعر. والمعالم جَمْع مَعْلَم: وهو ما جُعِل علامةً للطرق والحدود، مثل: أعلام الحرم، ومعالمه المضروبة عليه، ويقال المَعْلم: الأثر (¬١)، وهو راجع إلى معنى العلامة، ولا (¬٢) خلاف في المعنى.
و"المعالم (¬٣) الدينية": الأدلة الشرعية، وكلُّ ما يَهْدي إليها، وتَعَلُّمُها: تَعَرُّفُها.
و"الملة الحنيفية": هذه الملة. قال - صلى الله عليه وسلم -: "بعثت بالحنيفية "السهلة السمحة) (¬٤) " (¬٥)، وسُمِّيت حنيفية؛ لأنها على ملة إبراهيم، والحَنِيف (¬٦) عند العرب: مَنْ كان على دين إبراهيم عليه السلام. وسُمِّي إبراهيم عليه
---------------
(¬١) انظر، لسان العرب: ١٢/ ٤١٩.
(¬٢) في (ت): فلا.
(¬٣) في (ت): "فالمعالم".
(¬٤) في (ت): "السمحة السهلة".
(¬٥) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: ٧/ ٢٠٩، في ترجمة جعفر بن أحمد العطار، من حديث جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "بعثت بالحنيفية السمحة - أو السهلة - ومن خالف سنتي فليس مني". وضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع الصغير: ٢/ ١٠، رقم الحديث: ٢٣٣٥. قال المناوي في فيض القدير: ٣/ ٢٠٣: "وفيه علي بن عمر الحربي أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال: صدوق ضعَّفه البَرْقاني. ومسلم بن عبد ربه ضعَّفه الأزدي. ومن ثَمَّ أطلق الحافظ العراقي ضعفَ سنده. وقال العلائي: مسلم ضعفه الأزدي، ولم أجد أحدًا وثَّقه، لكن له طرق ثلاث ليس يبعد أن لا ينزل بسببها عن درجة الحسن".
(¬٦) في (ص)، و (ك): "والحنيفية".

الصفحة 40