كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

(وإن كتابنا هذا منهاج الوصول إلى علم الأصول، الجامع بين المعقول والمشروع (¬١)، والمتوسط بين الأصول والفروع).
المنهاج: الطريق، جُعِل عَلَمًا على (¬٢) هذا الكتاب.
والوصول إلى الشيء إنما يكون عند انتهاء طريقه، فقوله: "منهاج الوصول" معناه: الطريق التى يُتَوصل فيها إلى الوصول إلى علم الأصول، كما تقول (¬٣): طريق مكة، أي: المُتَوَصَّل فيها إلى مكة، فليس الوصول فيه ولكنه غايته (¬٤).
وقوله: "منهاج" خبر "إنَّ"، ويجوز إطلاق ذلك على هذا الكتاب بمعناه الأصلي غيرِ عَلَمٍ؛ لأن الاشتغال به مُوَصِّلٌ (¬٥) إلى ذلك.
وقوله: "الجامع": مخفوضٌ صفةً لعلم الأصول، ولا خفاء في جمعه بين المعقول والمشروع، فإنه (¬٦) نَتَج مِن نِكَاح نُورِ الشرع لصافي بناتِ الفكر، فجاء عريقَ الأصالة، شديدَ البسالة.
وتوسطه بين الأصول أي: أصول الدين والفروع؛
---------------
(¬١) سقطت الواو من (ت).
(¬٢) في (ت): "في".
(¬٣) في (ك): "يقولون".
(¬٤) أي: ولكن الوصول غاية الطريق.
(¬٥) في (ص): "يوصل".
(¬٦) في (ت): "وأنه".

الصفحة 43