كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

وحَرِيٌّ، وحَرَى، وحَرٍ، كل ذلك بمعنى واحد (¬١).
وقصد المصنف التجانس (¬٢) بين حقيق وتحقيق (¬٣)، وإطلاق ذلك على الله ينبني (¬٤) على أنّ الأسماء توقيفية أوْ لا.
(أصول الفقه: معرفةُ دلائل الفقه إجمالًا، وكيفيةُ الاستفادة منها، وحالُ المستفيد). هذه العبارة بعينها عبارة تاج الدين الأُرْمَوِيِّ في "الحاصل" (¬٥).
ولْنُقَدِّم مقدمة: وهي أنَّه ينبغي أن يُذكر في ابتداء كلّ علم حقيقةُ ذلك العلم؛ ليتصورها الذي يريد الاشتغال به قبل الخوض فيه، فَمَنْ عَرَف ما يطلب هان عليه ما يبذل، فلا جرم (¬٦) احتاج إلى تعريف
---------------
(¬١) في لسان العرب: ١٠/ ٥١: وهو حقيقٌ به، ومحقوق به، أي: خليقٌ له، والجمع أحِقَّاء، ومحقوقون. وفيه أيضًا: ١٠/ ٩١: وفلان خليق لكذا، أي: جديرٌ به، وأنت خليقٌ بذلك، أي: جدير. . . ويقال: إنه لخليق: أي: حَرِيٌّ، يقال ذلك للشيء الذي قد قرب أن يقع، وصح عند مَنْ سمع بوقوعه كونه وتحقيقه. وفيه أيضًا: ١٤/ ١٧٣: والحَرَى: الخليق. . . يقال: فلانٌ حَرِيٌّ بكذا، وحَرَىً بكذا، وحَرٍ بكذا، وبالحَرَى أن يكون كذا، أي: جديرٌ وخليق.
(¬٢) الجناس: هو تشابه اللفظين في النطق لا في المعنى. انظر، حسن الصياغة: ١٥٧.
(¬٣) وهو جناس ناقص؛ لأنَّ "تحقيق" يزيد على "حقيق" بحرف التاء. والجناس التام: ما اتفقت حروفه في الهيئة والنوع والعدد والترتيب. مثل قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}. انظر، حسن الصياغة: ١٥٨ - ١٥٩، جواهر البلاغة: ٣٩٧.
(¬٤) في (ص): "ينبئ". وهو خطأ.
(¬٥) انظر، الحاصل: ١/ ٢٣٠.
(¬٦) في اللسان: ١٢/ ٩٣: "ولا جرم، أي: لا بد ولا محالة، وقيل: معناه حقًا".

الصفحة 45