كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

قال: (الباب الأول: في اللغات. وفيه فصول.
الفصل الأول: في الوضع)
وجه تقديم بابِ اللغات على غيره أن معرفة ماهية الشيء سابقة على معرفة أقسامه وأحكامِه، واللغاتُ جمع لغة (¬١)، وإنما جَمَعها وإنْ كان الغرضُ الكلامَ في لغة العرب وهي واحدةٌ؛ لاشتراك مباحثه بين جميع (اللغات، وقد أودع هذا الباب تسعة فصول: أولها) (¬٢): في الوضع: وهو عبارة عن تخصيص الشيء بالشيء بحيث إذا أُطلق الأول فُهم منه الثاني (¬٣). وهذا تعريفٌ سديدٌ، فإنك إذا أطلقتَ قولك: قام زيد فُهِم منه صُدُور القيام منه.
فإن قلت: مدلول قولنا: قام زيد - صدور قيامه، سواء أطلقنا هذا اللفظ أم لم نطلقه (¬٤)، فما وجه قولكم بحيث إذا أطلق؟
قلت: الكلام قد يخرج عن كونه كلامًا (بالزيادة والنقصان، وقد لا يخرج عن كونه كلامًا) (¬٥) ولكن يتغير معناه بالتقييد، فإنك إذا قلت: قام
---------------
(¬١) اللغة: هي الألفاظ الموضوعة للمعاني. نهاية السول ٢/ ١٢، وفي التعريفات للجرجاني ص ١٦٩: هي ما يعبِّر بها كل قوم عن أغراضهم. وانظر: لسان العرب ١٥/ ٢٥١ - ٢٥٢، مادة (لغا).
(¬٢) سقطت من (ت).
(¬٣) انظر: نهاية السول ١/ ١٢، السراج الوهاج ١/ ٢٤٣، التعريفات للجرجاني ص ٢٢٥.
(¬٤) أي: سواء أطلقنا هذا اللفظ مِن غير قيد، أو قيَّدناه بقيد.
(¬٥) سقطت من (ت)، و (غ).

الصفحة 487