كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

من خير البطون الأقارب والأباعد، المبرأُ في نَسَبِه (¬١) وذاته عن كل شَيْنٍ يتعلق به حاسد، المقدَّم على الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرَّبين في جميع المشاهد، المبعوث (¬٢) إلى كلّ إنسيّ وجنيّ والمنقذ لهم من رِبْقة (¬٣) الشيطان المارد، الهادي إلى سبيل الرشاد، ولولاه لم يكن أحدٌ منا براشد، - صلى الله عليه وسلم - (¬٤) ما سجد لله ساجد، ودام في الجِنَان خالد. ورضي عن أصحابه الذين كلٌّ منهم (في الله) (¬٥) جاهِدٌ مُجَاهِد، وحامي حوزةَ الدين (¬٦) من كلّ مارقٍ في الدين مُجَالِد، الذين قاموا بخلافة (¬٧) نبيه في جميع المعاهد (¬٨)، وشيَّدوا أركان دينه وحَفِظُوا شرائعه في جميع المصادر والموارد (¬٩)، وقاموا
---------------
(¬١) في (ك): "سِيره".
(¬٢) في (ص)، (ك): "والمبعوث".
(¬٣) الرِّبْق: وزن حِمْل: حَبْلٌ فيه عدة عُرى أي: حِلَق تشد به البَهْم، الواحدة من العُرِى رِبُقة ويجمع أيضًا على رباق. انظر، المصباح المنير: ١/ ٢٣٢، والبَهْم: أولاد الضأن، يطلق على الذكر والأنثى، ومفرده بَهْمة مثل: تمر وتمرة. المصباح المنير: ١/ ٧٢. وفي لسان العرب: ١٠/ ١١٢: الربقة في الأصل: عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها. اهـ. والمراد المنقذ لهم من عُقَد الشيطان المارد وكيده.
(¬٤) في (ت): "صلى الله عليه وعلى آله".
(¬٥) سقطت من (ت).
(¬٦) أي: حدوده ونواحيه. لسان العرب: ٥/ ٣٤٢.
(¬٧) في (ص)، (ك): "بجلاله". وهو خطأ.
(¬٨) المعاهد: جمع مَعْهَد، وهو المكان الذي كنت تَعْهَدُ به شيئًا. لسان العرب: ٣/ ٣١٣، مادة (عهد) فالمعهد على هذا اسم مكان، والأقرب أن المراد به المصدر الميمي، والمعنى أنهم خَلَفوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ما أخذ عليهم العهد، بخلافته فيه، والقيام عليه.
(¬٩) المصادر: جمع مصدر، موضع الصُّدور، أى الرجوع. انظر، لسان العرب: ٤/ ٤٤٨، المصباح المنير: ١/ ٣٥٩، مادة (صدر). =

الصفحة 5