كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

وأحسن من قول الإمام: المحتاج إليه (¬١)؛ لأنّه إنْ (¬٢) أريد بالاحتياج ما يُعْرف في علم الكلام من: احتياج الأثر إلى المؤثر، والموجود إلى الموجِد - لَزِم إطلاقُ الأصل على الله تعالى، وإنْ أُريد: ما يَتَوَقَّفُ عليه الشيء - لَزِم إطلاقُه على الجزء والشرط وانتفاء المانع (¬٣).
وإن أُريد: ما يَفْهمه أهلُ العُرْف من الاحتياج - لَزِم إطلاقُه على الأكل واللبس ونحوهما (¬٤).
وكل هذه اللوازم مستنكرة، وكل هذه التعريفات للأصل بحسب اللغة، وإن كان أهلُ اللغة لم يذكروها في كتبهم، وهو مما (¬٥) نبهنا على أنَّ الأصوليين يتعرضون لأشياء لم يتعرض لها أهل اللغة (¬٦).
وأما في العُرْف: فالأصل مستعمل في ذلك، ولم يترك أهل العرف الاستعمال في ذلك، لكن العلماء يطلقونه مع ذلك على شيئين أخَصَّ منه.
أحدهما: الدليل.
---------------
(¬١) انظر، المحصول: ١/ ق ١/ ٩١.
(¬٢) سقطت من (ت).
(¬٣) لأن الشرط يتوقف عليه المشروط، والجزء يتوقف عليه الكل، وانتفاء المانع يتوقف عليه الشيء.
(¬٤) في (ت): "ونحوها".
(¬٥) في (ت): "ما".
(¬٦) الأصل في اللغة: أسفل كل شيء، وجمعه أصول. انظر، لسان العرب: ١١/ ١٦، القاموس المحيط: ٣/ ٣٢٨، المصباح المنير: ١/ ٢٠.

الصفحة 50