كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

والثاني: المحقَّق الذي يُشَك في ارتفاعه؛ لتفرع المدلول عن (¬١) الدليل، والاستصحاب عن (¬٢) اليقين السابق (¬٣).
والفقه تعريفه سيأتي في كلام المصنف.
والإضافة تفيد الاختصاص، فإنْ كان المضاف اسمًا جامدًا أفادت مطلق الاختصاص، كحَجَر زيد (¬٤)، وإضافة الأعلام إذا وقعت من هذا القبيل، كقول الشاعر:
علا زيدُنا يوم النَّقَا رأسَ زَيْدِكمْ (¬٥)
وإن كان المضاف اسمًا مشتقًا - أفادت الإضافة اختصاصَ المضاف بالمضاف إليه في المعنى المشتق منه، كغلام زيد، تفيد اختصاص الغلام بزيد في معنى الغلامية (¬٦) (وكاتب الملك: تفيد اختصاصه بالمَلِك في الكتابة،
---------------
(¬١) في (ص)، و (ك): "على".
(¬٢) في (ص): "على".
(¬٣) فوجه العلاقة بين المعنى اللغوي للأصل، وهذين المعنيين عند العلماء: أنّ الدليل يتفرع عنه المدلول، واليقين السابق يتفرع عنه الاستصحاب.
(¬٤) فحَجَر اسمٌ جامدٌ غيرُ مشتق، فليس هو اسم فاعل، ولا اسم مفعول، ولا صفة مشبهة، ولا غيرها من المشتقات، وإضافة الجامد إلى المعرفة تفيد الاختصاص، أي: هذا حَجَرٌ مختصٌّ بزيد.
(¬٥) فقوله: زيدنا، عَلَم مضاف إلى معرفة فأفاد الاختصاص؛ لأنّ العلم من الأسماء الجامدة غير المشتقة. وكذا قوله: زيدكم. وهذا صَدْرُ بيت عَجْزه: بِأَبْيَضَ مَاضِي الشِّفرَتَيْن يَمَانِ. وقائله رجل من طيء، كما في تعليق الشيخ محمد محيي الدين علي ابن عقيل: ١/ ١٢٨.
(¬٦) في (ت)، و (ك): "الغلمانية".

الصفحة 51