كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
قال: (الفصل الثاني: في تقسيم الألفاظ.
دلالة اللفظ على تمام مسماه مطابقة، وعلى جزئه تضمن، وعلى لازمه الذهني التزام).
تقسيم دلالة اللفظ (تقسيمٌ لِلَّفظ) (¬١)؛ فلذلك صح ذكر تقاسيم دلالة الألفاظ في فصل تقاسيم الألفاظ (¬٢) والدلالة معنى يعرض للشيء بالقياس إلى غيره (¬٣)، ومعناه: كون الشيء يلزم مِنْ فَهْمِه فهمُ شيءٍ آخر (¬٤) (¬٥). وهي تنقسم إلى لفظية، وغير لفظية. وغير اللفظية: قد تكون
---------------
(¬١) سقطت من (ت).
(¬٢) قال الإسنوي رحمه الله تعالى: "وإنما قلنا: إن تقسيم الدلالة تقسيم للألفاظ؛ لأن كلامه في الدلالة اللفظية، ويلزم من تقسيم الدلالة اللفظية إلى الثلاث تقسيم اللفظ الدال بالضرورة، فاندفع سؤال مَنْ قال: كلام المصنف في تقسيم الألفاظ فكيف انتقل إلى تقسيم الدلالة". نهاية السول ٢/ ٣٠.
(¬٣) أي: بالقياس إلى المدلول. فمثلًا لفظ إنسان معناه: حيوان ناطق، فكون لفظ إنسان دالًا على معناه هذا هو المعنى العارض، لأن لفظ إنسان لا يدل بذاته من غير اصطلاحِ الواضع، فتخصيص الواضع لهذا اللفظ بذلك المعنى - هذا معنى عارض للفظ، وهو جعله دالًا على ذلك المعنى.
(¬٤) هذا هو تعريف الدلالة. وكذا هو في نهاية السول ٢/ ٣١، وشرح الأصفهاني على المنهاج ١/ ١٧٨، وشرح الكوكب ١/ ١٢٥.
وانظر: السراج الوهاج ١/ ٢٦٠، شرح تنقيح الفصول ص ٢٣، تعريفات الجرجاني ص ٩٣.
(¬٥) قال الجاربردي في السراج الوهاج ١/ ٢٦١: "وإنما قلنا: إنها عبارة عن: كون اللفظ بحيث إذا سُمِع فُهِم منه، ولم نقل: إنها نفس الفهم؛ لأن الدلالة نسبة مخصوصة بين اللفظ والمعنى، ومعناها: مُوجِبِيَّةُ تخيُّلِ اللفظِ لفَهْم المعنى؛ ولهذا يصح تعليل فهم =