كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

مطابقة باعتبار الوضع الأول وتضمن باعتبار الثاني" (¬١).
الثالث: جميع ما تقدم في دلالة اللفظ، أما الدلالة باللفظ فهي استعمال اللفظ إما في موضوعه وهي (¬٢) الحقيقة، أو غير موضوعه لعلاقة وهو المجاز.
والباء في قولنا: الدلالة باللفظ، للسببية والاستعانة؛ لأن اللافظ يدلنا على ما في نفسه بإطلاقه اللفظ، فإطلاق اللفظ آلة للدلالة، كالقلم للكتابة، والقَدُوم للنجارة. والفرق بين الدلالة باللفظ ودلالة اللفظ مِنْ وجوه:
أحدها: المحل: فمحل دلالة اللفظ القلب، ومحل الدلالة باللفظ اللسان (¬٣).
وثانيها: من جهة الوجود: فكلما وجدت دلالة اللفظ وجدت الدلالة باللفظ (¬٤)، (وقد توجد الدلالة باللفظ) (¬٥) ولا توجد دلالة اللفظ في الألفاظ المجملة والأعجمية (¬٦).
---------------
(¬١) انظر نفائس الأصول ٢/ ٥٥٧.
(¬٢) في (ص): "وهو".
(¬٣) فدلالة اللفظ (المطابقة، التضمن، الالتزام) محلها القلب؛ لأنه موطن العلوم والظنون. ومحل الدلالة باللفظ اللسان؛ لأن نطق اللفظ يكون باللسان. انظر: نفائس الأصول ٢/ ٥٦٦.
(¬٤) لأن دلالة اللفظ لا توجد إلا بوجود الدلالة باللفظ، كما سيأتي إيضاحه.
(¬٥) سقطت من (ت)، و (ص).
(¬٦) يعني: الدلالة باللفظ توجد في الألفاظ المجملة والأعجمية، أما دلالة اللفظ فلا توجد في الألفاظ المجملة والأعجمية؛ لأن المخاطَب لا يفهم مراد المتكلم الذي محله القلب.

الصفحة 529