كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

فإن قلت: الزاي مثلًا جزء الجزء، وجزء الجزء جزءٌ.
قلت: صحيح، ولكن المفهوم من إطلاق الجزء جزء الأصل (¬١) الذي ليس هو جزء الجزء، والأمر في مثل هذا قريب.
قال: (والمفرد: إما أن لا يستقل بمعناه وهو الحرف، أو يستقل (¬٢) وهو الفعل إنْ دلَّ بهيئته على أحد الأزمنة الثلاثة، وإلا فاسم).
بدأ بعد تقسيم اللفظ إلى المفرد والمركب بأقسام المفرد، لتقدمه على المركب بالطبع. وتقسيم المفرد يقع من وجوه: منها ما هو باعتبار أنواعه، وهو تقسيمه إلى: الاسم، والفعل، والحرف.
ووجه انحصاره في هذه الثلاثة: أن اللفظ المفرد: إما أن لا يستقل بالمفهومية - فهو الحرف.
أو يستقل: فإما أن يدل بهيئته - أي: بحالته التصريفية - على أحد الأزمنة الثلاثة: الماضي، والحال، والاستقبال - فهو الفعل، أو لا يدل فهو الاسم، سواء لم يدل على زمان أصلًا كالسماء والأرض وزيد، أو دلَّ لكن لا بهيئته بل بذاته كالصَّبُوح (¬٣) والغَبُوقِ (¬٤) وأمسِ والآنَ
---------------
(¬١) وهو جزء المركب.
(¬٢) في (ت)، و (ص)، و (غ)، و (ك): "استقل".
(¬٣) الصَّبُوح: كل ما أُكل أو شُرب غُدْوةً. واصْطَبَحَ القومُ: شربوا الصَّبُوح. وصَبَحه يَصْبَحَه صَبْحًا وصَبَّحه: سمَاه صَبُوحًا، فهو مُصْطَبَحٌ. انظر: لسان العرب ٢/ ٥٠٣، المصباح المنير ١/ ٣٥٥، مادة (صبح).
(¬٤) الغَبُوق: الشرب بالعشيّ. وخصَّ بعضهم به اللبن المشروب في ذلك الوقت. =

الصفحة 534