كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

والتمني، والقَسَم، والنداء).
المركب تارةً يفيدَ طلبًا بالذات أي: بالوضع. وإنْ شئتَ قلتَ: إفادةً أولية (¬١). وطورًا يفيد غير ذلك.
فإن أفاد طلبًا بذاته: فإنْ كان الطلب لماهيةٍ في الذهن - وأحسن من هذه العبارة أن تقول (¬٢): بطلب (¬٣) ذِكْرِ ماهية الشيء - فهو الاستفهام (¬٤)، كقولك: ما هذا؟ ومَنْ هذا؟
وإنْ كان لتحصيل أمرٍ ما من الأمور:
فإن كان مع الاستعلاء فأمر، كقول المتعاظم المستعلي لآخر: افعل كذا. سواء أكان (¬٥) مع الاستعلاء عاليًا في نفس الأمر، أم (¬٦) لم يكن.
وإن كان مع التساوي، كقول القائل لمماثله: افعل كذا - فهو التماس، وتسمية التساوي بالالتماس اصطلاح خاص، كما قال ابن دقيق العيد في "شرح العنوان".
وإنْ كان مع التسفل، كقول مَنْ يجعل نفسه دون المطلوب منه - فهو
---------------
(¬١) قوله: وإنْ شئت. . . إلخ، معناه: لك أن تُعَبِّر عن المعنى الأول بقولك: المركب تارةً يفيد طلبًا إفادة أولية.
(¬٢) في (ص): "يقول".
(¬٣) في (غ)، و (ك): "طلب".
(¬٤) في (غ): "للاستفهام "
(¬٥) في (ت): "كان".
(¬٦) في (ك): "أو"

الصفحة 557