كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

وأما في الاصطلاح فقد ذكره المصنف، والكلام عليه من وجوه:
أحدها: قوله: "العلم" جنس يشمل التصور والتصديق القطعي (¬١)، وإنما قلنا ذلك؛ لأن العلم صفة تُوجب تمييزًا لا يحتمل النقيض (¬٢)، ويلزمها التعلق بمعلوم، فإنْ كان المعلوم ذاتًا (¬٣)، أو معنى مفردًا (¬٤)، أو نسبة غير خبرية (¬٥) - فهو التصور.
وإنْ كان نسبة خبرية فهو التصديق القطعي.
مثاله: العالم حادث، ههنا أمور (¬٦) أربعة: ذات العالم، ومعنى الحدوث في نفسه، والارتباط بينهما من غير حكم بثبوته أو بانتفائه.
---------------
(¬١) لَمَّا ذَكَر العلم - ذكر التصور والتصديق القطعي؛ لأنَّ العلم خاص بالإدراك القطعي.
(¬٢) في (ت): "النقض".
(¬٣) كزيد، بكر، عمرو، سماء، أرض. ونحوها من الذوات.
(¬٤) كحرارة، وبرودة، وخوف، وشجاعة. ونحوها من المعاني المفردة.
(¬٥) المراد بالنسبة غير الخبرية: المضاف والمضاف إليه، والصفة والموصوف، والشرط دون الجواب. فمثال المضاف والمضاف إليه: رسول الله، غلام زيد، كتاب أصول الفقه. فهذه نسب غير خبرية؛ لأنها لا تفيد خبرًا.
لكن لو قلنا: رسول الله محمد، غلام زيد أمين، كتاب أصول الفقه نافع - فهذه نِسَب خبرية؛ لأنها أفادت خبرًا.
ومثال الصفة والموصوف: الرجل العالم. فهذه نسبة غير خبرية؛ لأنَّ الرجل مبتدأ، ويحتاج إلى خبر، ولم يُذكر. لكن لو قلنا: رجل عالم. فهذه نسبة خبرية مكوَّنة من مبتدأ وخبر. ومثال الشرط دون الجواب: إنْ قرأتَ الأصول. إنْ تصدقتَ على الفقراء.
(¬٦) سقطت من (ص).

الصفحة 73