كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

"وقد زل الفريقان" يعني: القائلين بالترتيب والمعية.
والثالث: وهو المختار، أنها لمطلق الجمع لا تدل على ترتيب ولا معية. فإذا قلت: جاء زيد وعمرو فقد أشركت بينهما في الحكم، من غير تعرض لمجيئهما (معًا، أو لمجيء) (¬١) أحدهما بعد الآخر، فهي للقدر المشترك بين الترتيب والمعية (¬٢). (وهذا ما نقله القاضي أبو الطيب في "شرح الكفاية" عن أكثر أصحابنا) (¬٣).
---------------
= ١/ ١٨١. ويقصد إمام الحرمين بالجمع هو المعية كما يَتَبَيَّن من مناقشته لرأي الحنفية. انظر البرهان ١/ ١٨٢، ١٨٣. وقد نقل الإسنوي مذهب الحنفية من "البرهان" كما فعل الشارح. والصواب أنها عندهم لمطلق الجمع، قال في تيسير التحرير ٢/ ٦٤: (الواو للجمع فقط) أي: بلا شرط ترتيبٍ ولا معية. اهـ. وفي فواتح الرحموت ١/ ٢٢٩: (الواو للجمع مطلقًا) سواء كان بالمعية أو بالترتيب أو بالعكس. اهـ. وانظر: أصول السرخسي ١/ ٢٠٠، فتح الغفار ٢/ ٤. والعجيب من الشيخ محمد بن بخيت المطيعي الحنفي كيف سكت عن هذا الخطأ، ولم يستدرك على الإسنوي هذا الأمر الظاهر! انظر: نهاية السول مع المطيعي ٢/ ١٨٥. قال الزركشي في البحر المحيط ٣/ ١٤٢: "وقال ابن برهان: هو (أي: مطلق الجمع) قول الحنفية بأسرهم، ومعظم أصحاب الشافعي. قلت: وهو الذي صح عن الشافعي". والصواب أنه قول معظم الحنفية. انظر: كشف الأسرار ٢/ ١٠٩.
(¬١) سقطت من (ت).
(¬٢) قال الزركشي رحمه الله تعالى: "فتبين بهذا أنها لمجرد الجمع، وأنها كالتثنية لا ترتيب فيها ولا معية؛ فلذلك تأتي بعكس الترتيب، كقوله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ}. والمعية: نحو: اختصم زيد وعمرو. وللترتيب نحو: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، ولم توضع لشيءٍ بخصوصه، بل لما يعمها من الجمع المطلق". البحر المحيط ٣/ ١٤١.
(¬٣) سقطت من (ت).

الصفحة 870