كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

فإن قلت: من أين لنا اشتراط ذلك، واللفظ وحده كافٍ في الإفادة؛ لأن الواضع وضعه لذلك.
قلت: وَضْع الواضع له معناه: أنه جَعَله متهيئًا (¬١) لأن يفيد ذلك المعنى عند استعمال المتكلم له (¬٢) على الوجه المخصوص. والمفيد (¬٣) في الحقيقة إنما هو المتكلم، واللفظ كالآلة الموضوعة لذلك.
فإن قلت: لو سمعنا: "قام الناس"، ولم نعلم مِنْ قائله هل قَصَده؟ وهل ابتدأه أو ختمه بما يغيِّره؟ - هل لنا أن نُخْبِر عنه بأنه قال: قام الناس؟
قلت: قد تقدم الجواب عن هذا في أول باب اللغات، وكذلك ما قبله وبالله التوفيق.
وإنما دعا إلى ذكر هذا البحث جميعِهِ الاعتراضُ على قول المصنف: "الجمع المطلق"، وأنَّه كان الأسَدُّ أن يقول: مطلقُ الجمع. فساق النظرُ إلى ذكر هذه المباحث الجليلة.
قال: (قيل: أنكر "ومن عصاهما" مُلَقِّنًا: "و (¬٤) من عصى الله ورسوله". قلت: ذلك لأن الإفراد أشد تعظيمًا. قيل: لو قال لغير المدخول بها: أنت طالق، وطالق - طلقت واحدة، بخلاف: أنت طالق طلقتين. قلنا: الإنشاءات مترتبة بترتيب اللفظ، وقوله: طلقتين - تفسير لطالق).
---------------
(¬١) في (ت): "يتهيأ".
(¬٢) أي: للفظ.
(¬٣) في (ص): "والمقيد". وهو خطأ.
(¬٤) سقطت الواو من (ت).

الصفحة 878