كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
فقد أنكره المبرِّد (¬١)، وزعم أن الرواية الصحيحة) (¬٢):
من يفعل الخير فالرحمن يشكره (¬٣).
وإذا وجب دخول الفاء على الجزاء، وثبت أن الجزاء لا بد وأن يحصل عقيب الشرط - علمنا أن الفاء للتعقيب".
قوله: "وقوله: لا تفتروا" جواب عن سؤال مقدر تقديره (¬٤) أن يقال: قد جاءت الفاء لا بمعنى التعقيب في قوله تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
---------------
(¬١) هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزْدي البصريّ النحوي الأخباريّ، إمام العربية ببغداد في زمانه. وثَّقه الخطيب وجماعة. وكان الناس بالبصرة يقولون: ما رأى المبرِّد مِثْلَ نفسِه. ولما صَنَّف المازنيُّ كتاب الألف واللام سأل المبرِّد عن دقيقه وعويصه، فأجابه بأحسن جواب، فقال له: قُمْ فأنت المبرِّد - بكسر الراء - أي: المُثْبِتْ للحق، فغيَّره الكوفيون، وفتحوا الرَّاء. من تصانيفه: معاني القرآن، الكامل، إعراب القرآن، الردّ على سيبويه، وغيرها. توفي ببغداد سنة ٢٨٥ هـ.
انظر: سير ١٣/ ٥٧٦، بغية الوعاة ١/ ٢٦٩، تاريخ بغداد ٣/ ٣٨٠، لسان الميزان ٥/ ٤٣٠.
(¬٢) سقطت من (ت).
(¬٣) البيت لحسان بن ثابت رضي الله عنه كما في كتاب سيبويه ٣/ ٦٤، ٦٥، وفي شرح شواهد المغني ١/ ١٧٨: "هو لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقيل: لكعب بن مالك"، وفي شرح الشواهد للعيني ٤/ ٢٠: "قاله عبد الله بن حسان رضي الله عنهما. . . والشاهد في: الله يشكرها، فإنها جملة وقعت جواب الشرط وقد حذف فيها الفاء للضرورة، وأصلها: فالله يشكرها".
وانظر: الخصائص ٢/ ٢٨١، كلام محقِّق المحصول ١/ ق ١/ ٥٢٤.
(¬٤) في (غ): "تقريره".
الصفحة 888
3327