كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
فَيُسْحِتَكُمْ (¬١) بِعَذَابٍ} (¬٢) والإسحات لا يقع عقيب الافتراء، بل يتراخى إلى الآخرة.
وجوابه: أن الفاء قد ثبت بما قررناه من الدليلين أنها حقيقة في التعقيب، فوجب حمل ما ذكرتموه (¬٣) على المجاز؛ وذلك لأن الإسحات لما كان مُتَحَقَّق الوقوع جزاءً للافتراء - نُزِّل منزلة الواقع عَقِيبه.
فرع:
قضية اقتضاء الفاء التعقيبَ (¬٤) أنه (إذا قال مثلًا: إن دخلتِ الدار فكلمتِ زيدًا فأنتِ طالق - فلا بد في وقوع الطلاق من وقوع كلامها لزيد عقيب دخولها (¬٥).
وحكى الأصحاب وجهين فيما) (¬٦) إذا قال لعبده: إذا مِتُّ فشئتَ فأنت حرٌ. أصحهما عند الأكثرين اشتراط اتصال المشيئة بالموت؛ لكون (¬٧)
---------------
(¬١) أي: فيستأصلكم. قال أبو السعود في تفسيره ٦/ ٢٥: "وقُرئ: يَسْحَتَكم، من الثلاثي على لغة أهل الحجاز، والإسْحات لغة بني تميم ونجد". وانظر: زاد المسير ٥/ ٢٩٦.
(¬٢) سورة طه: الآية ٦١.
(¬٣) من كون الفاء في الآية للتراخي لا للتعقيب.
(¬٤) في (ت): "للتعقيب".
(¬٥) انظر: روضة الطالبين ٦/ ١٥٥.
(¬٦) سقطت من (ت).
(¬٧) في (غ): "بكون".
الصفحة 889
3327