كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

الفاء تقتضي التعقيب، وهما (¬١) جاريان في سائر التعليقات (¬٢) (¬٣) (¬٤) (¬٥).

قال: (الثالثة: "في" للظرفية ولو تقديرًا، مثل: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (¬٦)، ولم يثبت مجيئها للسببية).
لفظة "في" للظرفية تحقيقًا (¬٧) (نحو: الماء في الكوز) (¬٨)، أو تقديرًا مثل: قوله تعالى حكاية: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}؛ لِتَمَكُّن المصلوب على الجذع (¬٩) تمكن الشيء في المكان (¬١٠). ومن النحاة من يقول: "في" هنا
---------------
(¬١) أي: الوجهان.
(¬٢) في (ت)، و (ك): "التعلقات".
(¬٣) هذا إذا كان الناس يتفاهمون بالفصحى، أما إذا كان الحديث بالعامية - كما هو الحال الآن - فلا تُبنى الأحكام على التعقيب، بل تُبنى على العُرْف. هذا رأي أكثر من أهل العلم. انظر: العرف والعادة في رأي الفقهاء ص ١٦١، الأشباه والنظائر ص ٩٣ - ٩٤.
(¬٤) انظر: التمهيد ص ٢١٦.
(¬٥) انظر معاني الفاء في: المحصول ١/ ق ١/ ٥٢٢، التحصيل ١/ ٢٥٠، الحاصل ١/ ٣٧٤، نهاية الوصول ٢/ ٤٢٣، نهاية السول ٢/ ١٨٧، السراج الوهاج ١/ ٣٩٢، جمع الجوامع مع المحلي ١/ ٣٤٨، الإحكام ١/ ٦٨، شرح تنقيح الفصول ص ١٠١، كشف الأسرار ٢/ ١٢٧، فواتح الرحموت ١/ ٢٣٤، شرح الكوكب ١/ ٢٣٣، مغني اللبيب ١/ ١٨٣.
(¬٦) سورة طه: الآية ٧١.
(¬٧) قال الزركشي في البحر المحيط ٣/ ١٩٧: "في: للوعاء إما حقيقة، وهي اشتمال الظرف على ما يحويه، كقولك: المال في الكيس. وإما مجازًا كقولك: فلان ينظر في العلم، والدار في يده".
(¬٨) سقطت من (ت).
(¬٩) في (غ): "الجذوع".
(¬١٠) فالجذوع ليست بظرفٍ حقيقةً بل مجازًا؛ لأنها لم تُعَدَّ لأن تكون مكانًا للإنسان.

الصفحة 890