كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (¬١). وفي الحديث: "فَمُطِرْنا مِنْ الجمعة إلى الجمعة" (¬٢). وفيه: "مِنْ نصف النهار إلى صلاة العصر".
وقال النابغة:
تُحُيِّرْنَ مِن أزمانِ يومِ حليمةٍ ... إلى اليومِ قَدْ جُرِّبْن كلَّ التجاربِ (¬٣)
وقال الراجز:
تنتهض الرِّعْدة في ظُهَيْري ... من لدن الظهر إلى العُصَيْرِ
---------------
(¬١) سورة الروم: الآية ٤.
(¬٢) أخرجه بلفظ النسائي ٣/ ١٥٥، في كتاب الاستسقاء، باب متى يستسقي الإمام، رقم ١٥٠٤. وبمعناه أخرجه النسائي ٣/ ١٥٩ - ١٦٢، رقم ١٥١٥، ١٥١٧، ١٥١٨. والبخاري ١/ ٣١٥، في الجمعة، باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، رقم ٨٩١، وانظر الأرقام ٨٩٠، ٩٦٧ - ٩٧٣، ٩٧٥، ٩٨٣، ٩٨٦، ٣٣٨٩، ٥٧٤٢، ٥٩٨٢. ومسلم ٢/ ٦١٣، في كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، رقم الحديث ٨٩٧. وأبو داود ١/ ٦٩٣ - ٦٩٤، في كتاب الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، رقم ١١٧٤.
(¬٣) البيت للنابغة الذبياني، و"يوم حليمة" يوم من أيام العرب المشهورة، حدثت فيه حرب طاحنة بين لخم وغسان، وحليمة هي بنت الحارث بن أبي شمر الغساني، أضيف اليوم إليها لأن أباها - فيما ذكروا - حين اعتزم توجيه جيشه إلى المنذر بن ماء السماء أمرها فجاءت فطيبتهم، وفي يوم حليمة ورد المثل: "ما يوم حليمة بِسِرٍّ" يضرب للأمر المشتهر المعروف، والذي لا يستطاع كتمانه. انظر: منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل ٢/ ١٦، حاشية الصبان على الأشموني ٢/ ٢١١. وقوله: "جُرِّبْن" بالبناء للمجهول، أي: اخْتُبِرْن وابْتُلين وامْتُحِنَّ. وأراد أنه قد أظهرت التجربة صفاء جوهرهن (أي: السيوف) ونقاء معدنهن وجودة صقالهن وشدة فتكهن. انظر: هداية السالك إلى تحقيق أوضح المسالك ٢/ ١٢٩.

الصفحة 896