كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

وهذا (¬١) قد أثبته الكوفيون وصححه ابن مالك وشيخنا أبو حيان، ومنعه البصريون (¬٢). قال شيخنا: "وتأولُّهم مجيئَها لذلك (¬٣) مع كثرته في لسان العرب نَثْرِها ونَظْمها كثرةً تُسَوِّغ القياسَ ليس بشيء" (¬٤).
واعلم أن: "مِنْ" قد (¬٥) تدخل لابتداء الغاية في غير المكان والزمان، نحو: قرأت من أول سورة البقرة إلى آخرها. وفي الحديث: "من محمد رسول الله إلى هِرَقل عظيم الروم" (¬٦).
---------------
(¬١) أي: كون "من" تَرِد لابتداء الغاية في الزمان.
(¬٢) انظر: أوضح المسالك بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين ٢/ ١٢٨، شرح ابن عقيل بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين ٢/ ١٥، ١٦، مغني اللبيب ١/ ٣٤٩. والمراد بمنع البصريين هو جمهورهم وإلا فقد ذهب المُبَرِّد والأخفش وابن دُرُسْتُوَيْه من البصريين إلى أن "مِنْ" قد تأتي لابتداء الغاية في الزمان.
(¬٣) أي: تأوُّلُ البصريين مجيء "مِنْ" لابتداء الغاية في الزمان، كتأويلهم آية: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} أي: من تأسيس أول يوم. وتأويلهم بيت النابغة بتقدير: مِنْ مضي أزمان يوم حليمة. انظر: مغني اللبيب ١/ ٣٤٩، هداية السالك إلى تحقيق أوضح المسالك ٢/ ١٢٨.
(¬٤) انظر: ارتشاف الضَّرَب ٤/ ١٧١٨، والنقل بتصرف.
(¬٥) سقطت من (ت).
(¬٦) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢٦٢ - ٢٦٣. وأخرجه البخاري مختصرًا ومطولًا، ففي كتاب بدء الوحي ١/ ٧ - ١٠، حديث رقم ٧، وفي الإيمان، باب سؤال جبريل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان والإِسلام والإحسان، ١/ ٢٨، حديث رقم ٥١، وفي الجهاد ٣/ ١٠٧٤ - ١٠٧٦، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام والنبوة. . إلخ، حديث رقم ٢٧٨٢. وانظر الأرقام: ٢٥٣٥، ٢٦٥٠، ٢٧٣٨، ٢٧٧٨، ٢٨١٦، ٣٠٠٣، ٤٢٧٨، ٥٦٣٥، ٥٩٠٥، ٦٧٧١. وأخرجه مسلم ٣/ ١٣٩٣ - ١٣٩٧، في الجهاد والسير، باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه إلى الإِسلام، حديث رقم ١٧٧٣.

الصفحة 897