كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
وأما ورودها للتبيين فكقوله سبحانه وتعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (¬١)، وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} (¬٢) وبهذا قال ابن بابشاذ (¬٣) وابن النحاس (¬٤) وعبد الدايم القيرواني (¬٥) وابن مالك. قال شيخنا أبو حيان: "وقد أنكر ذلك أكثر أصحابنا، وزعموا أنها لم تُرد لهذا المعنى (¬٦) " (¬٧)، وقالوا: هي في قوله: {مِنَ الْأَوْثَانِ} لابتداء الغاية وانتهائها؛ لأنَّ الأوثان: نحاسٌ مَصُوغ أو ذهب أو غير ذلك، فليس الرجسُ ذاتَها، ولا الجنسَ الذي صُنعت (¬٨) منه، وإنما وقع الاجتناب على عبادتها،
---------------
(¬١) سورة الحج: الآية ٣٠.
(¬٢) سورة النور: الآية ٥٥.
(¬٣) هو طاهر بن أحمد بن باب شاذ - ومعناه: الفرح والسرور - أبو الحسن النحويِّ المصريِّ الجوهريّ. أحد الأئمة والأعلام في فنون العربية وفصاحة اللسان. من تصانيفه: شرح جُمَل الزَّجَّاجيّ، المحتسب في النحو، شرح النخبة، وغيرها. توفي سنة ٤٦٩ هـ. انظر: سير ١٨/ ٤٣٩، بغية الوعاة ٢/ ١٧.
(¬٤) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل المراديّ، يعرف بابن النّحاس، أبو جعفر النحويّ المصريّ، إمام العربية، ومِن أهل الفضل الشائع، والعلم الذائع. من مصنفاته: إعراب القرآن، معاني القرآن، الكافي في العربية، وغيرها. مات غريقًا في النيل سنة ٣٣٨ هـ. انظر: سير ١٥/ ٤٠١، بغية الوعاة ١/ ٣٦٢.
(¬٥) قال السيوطيّ رحمه الله: "عبد الدائم بن مرزوق القيروانيّ: نحويُّ قديم. روى عنه أبو جعفر محمد بن حكم السَّرَقُسطيّ، وأكثر أبو حيَّان في الارتشاف من النقل عنه، وذُكر في جمع الجوامع في الظروف". بغية الوعاة ٢/ ٧٥.
(¬٦) أي: التبيين.
(¬٧) انظر: ارتشاف الضَّرَب ٤/ ١٧١٩، مع تصرف.
(¬٨) في (غ): "صيغت".
الصفحة 898
3327