كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

وطائفة: أنَّ "مِنْ" لا تكون إلا لابتداء الغاية (¬١)، وصححه ابن عصفور (¬٢).
ويُعرف كونها لابتداء الغاية بصحة وضع ("الابتداء" مكانها، وكونها للتبيين بصحة وضع) (¬٣) "الذي" مكانها، وكونها للتبعيض بصحة وضع "البعض".
ثم قال المصنف تبعًا للإمام: إنها حقيقة في التبيين (¬٤)؛ لأنه مشترك بين المعاني المتقدمة كلها، إذ يتبين في الأول ابتداء الخروج، وفي الثاني في مثل: {فَاجْتَنِبُوا (¬٥) الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (¬٦) - تبيينُ المُجْتَنَب، وفي الثالث في مثل: أخذتُ مِنَ الدراهم - تبيينُ المأخوذ منه؛ فيكون متواطئًا حقيقة (في القدر المشترك، وإلا فإن كان حقيقة) (¬٧) في كل واحدٍ يلزم الاشتراك أو في البعض دون البعض يلزم المجاز، فليكن حقيقة في القدر المشترك دفعًا للاشتراك ودفعًا للمجاز. ولم يذكر المصنف المجاز ولا بد
---------------
(¬١) انظر: ارتشاف الضَّرَب ٤/ ١٧١٩.
(¬٢) الذي في "المقَّرب" لابن عُصفور ص ٢١٨: أنَّ "مِنْ" تأتي للتبعيض. وَمثَّل لذلك بقولك: قبضتُ من الدراهم.
(¬٣) سقطت من (ت).
(¬٤) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٥٣٠، وعبارة المحصول: "والحق عندي أنها للتمييز"، وكذا في التحصيل ١/ ٢٥١، ونقل الهندي عن الإمام عبارته بلفظ: ". . للتبيين". نهاية الوصول ٢/ ٤٣٣، وعبارة الحاصل ١/ ٣٧٧: "والحق أنها للتبيين".
(¬٥) في (ت)، و (غ)، و (ك): "اجتنبوا".
(¬٦) سورة الحج: الآية ٣٠.
(¬٧) سقطت من (ت).

الصفحة 900