كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

منه (¬١)، وقد ذكروا لمِنْ (¬٢) موارد أخرى لا نطيل بتَعدادها (¬٣).

قال: (الخامسة: الباء تُعَدِّي اللازم، وتُجَزِّئ المتعدي؛ لما نعلم من الفرق بين: مَسَحْتُ المنديل وبالمنديل. ونُقِل إنكاره عن ابن جني، ورُدَّ: بأنه شهادةُ نفي).
للباء حالتان:
إحداهما: أن تدخل على فعل لا يتعدى بنفسه، كقولك: كتبت بالقلم، ومررت بزيد. فلا تقتضي إلا مجرد الإلصاق.
وهذه الحالة هي التي عَبَّر عنها في الكتاب بقوله: "الباء تُعَدِّي اللازم" والتعبير بالإلصاق أحسن (¬٤)، ولم يذكر لها سيبويه معنىً غيرَه (¬٥)، وأما التعبير بتعدية اللازم فليس بجيد؛ فإنها قد لا تكون كذلك كما في المثالين المذكورين، وقد تكون كذلك كما في قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ
---------------
(¬١) أي: لم يذكر احتمال المجاز في بعض المعاني دون بعض إذا لم نَقُل بالتواطؤ، فكان الأولى به أن يقول: دفعًا للاشتراك والمجاز. انظر: نهاية السول ٢/ ١٨٨.
(¬٢) سقطت من (ت).
(¬٣) انظر معاني "مِنْ" في: المحصول ١/ ق ١/ ٥٢٩، التحصيل ١/ ٢٥١، الحاصل ١/ ٣٧٧، نهاية الوصول ٢/ ٤٣٢، نهاية السول ٢/ ١٨٨، السراج الوهاج ١/ ٣٩٦، جمع الجوامع مع المحلي ١/ ٣٦٢، فواتح الرحموت ١/ ٢٤٤، كشف الأسرار ٢/ ١٧٦، شرح الكوكب ١/ ٢٤١، مغني اللبيب ١/ ٣٤٩، أوضح المسالك ٢/ ١٢٨.
(¬٤) يعني: لو قال: تُلْصِق اللازم - لكان أحسن. والمعنى أنها تصل المفعول بالفعل اللازم وتُلْصِقه به.
(¬٥) غير الإلصاق. انظر: مغني اللبيب ١/ ١١٨، المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٢٦١.

الصفحة 901