كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

ممسوح، واليد آلة. وتقدير مسحت بالمنديل: مسحت وجهي بالمنديل، فالوجه ممسوح والمنديل آلة، فلا تكون الباء فيه للتبعيض، وإنما هي للتعدية (¬١)، وفَهْمُ التبعيض منه إنْ سُلِّم إنما هو لكون المنديل فيه آلة، والعمل في جاري العوائد إنما يكون ببعض الآلة، كما تقول: أخذت بثوب زيد. وإنما أخذت ببعض ثوبه، ومنه: {وَأَخَذَ (¬٢) بِرَأْسِ أَخِيهِ} (¬٣) (¬٤)، وقد ذكرنا أن سيبويه لم يذكر لها معنى غير الإلصاق.
قال البصريون: لا تكون إلا بمعنى الإلصاق والاختلاط حقيقةً أو مجازًا إذا لم تكن زائدة، وقد تتجرد للإلصاق، وقد ينجر معها معانٍ أُخَر، فالإلصاق حقيقة: وَصَلْتُ (¬٥) هذا بهذا ومجازًا: مررتُ بزيد. والتصق المرور بمكانٍ بقرب زيد.
وذكروا أن المعاني التي تنجر مع الإلصاق ستةُ أنواع:
النقل: ويُعَبَّر عنه بالتعدية، كما سبق في قوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} (¬٦)، ويكون الفعل قبلها (¬٧) لازمًا ومتعديًا نحو:
---------------
(¬١) أي: تَعَدَّى الفعل "مَسَحَ" بواسطتها إلى نَصْب: "بيدي"، و"بالمنديل"، على المفعولية.
(¬٢) في (غ)، و (ك): "فأخذ".
(¬٣) أي: ببعض رأسه.
(¬٤) سورة الأعراف: الآية ١٥٠.
(¬٥) في (ت)، و (ص)، و (ك)، و (غ): "وصله". وهو خطأ، والصواب ما أثبته، وهو الموجود في المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٢٦١، والشارح ناقلٌ كلامه منه.
(¬٦) سورة البقرة: الآية ١٧.
(¬٧) أي: قبل الباء التي للإلصاق.

الصفحة 903