كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
اللام، كقوله تعالى: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} (¬١) (¬٢).
قال شيخنا أبو حيان: "ولم يذكر أصحابنا هذا (¬٣)، وكأنَّ السبب والتعليل عندهم واحد" (¬٤).
وذكر ابن مالك أيضًا: أنها تكون للبدل، قال: "وهي التي يصلح مكانها "بدل" نحو قوله:
فليتَ لي بِهِمُ قومًا إذا رَكِبُوا ... شَنُّوا الإغارَةَ فُرْسَانًا ورُكْبَانا" (¬٥)
أي: بدلهم (¬٦).
وللمقابلة: وهي الداخلة على الأثمان والأعواض، نحو: اشتريت الفرس بألف. وقد تُسَمَّى باء العِوَض.
وذهب الكوفيون إلى أن "الباء" قد تأتي بمعنى "عن" وذلك بعد السؤال نحو:
فإنْ تسألوني بالنساء ... فإنني خبيرٌ بأحوال النساء طبيب (¬٧)
---------------
(¬١) سورة البقرة: الآية ٥٤.
(¬٢) الآية في المساعد على التسهيل ٢/ ٢٦٢: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}.
(¬٣) أي: التعليل.
(¬٤) انظر: الارتشاف ٤/ ١٦٩٦.
(¬٥) انظر: المساعد ٢/ ٢٦٣، والبيت عزاه المحقق إلى قُرَيْط بن أنيف من شعراء بَلْعَنْبر، والإغارة مفعول لأجله. انظر: مغني اللبيب ١/ ١٢١، شرح شواهد المغني للسيوطي ١/ ٦٩، ٣١٦، شرح ابن عقيل على الألفية ١/ ٥٧٧.
(¬٦) يعني: فليت لي بدلهم. فالشاهد في قوله: "بهم".
(¬٧) البيت لعلقمة بن عبدة التميميّ، شاعرٌ جاهليَّ يقال له: علقمةُ الفَحْلُ، قال هذا =
الصفحة 905
3327