كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

أي: عن النساء (¬١). وقال الأخفش: ومِثْلُه قوله تعالى (¬٢): {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (¬٣). واستدل ابن مالك لهذا القول بقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (¬٤) أي: عن الغمام (¬٥). وكان الأستاذ أبو علي يقول: اسأل بسببه خبيرًا، وبسبب النساء، أي: لتعلموا حالهن.
وذهب الكوفيون أيضًا إلى أن "الباء" تكون بمعنى "على" (¬٦)، وهو الذي عزاه إمام الحرمين إلى الشافعي - رضي الله عنه -، واستدل عليه بقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} (¬٧) أي: علي دينار (¬٨).
وزعم بعض النحاة أن "الباء" تدخل على الاسم حيث يراد
---------------
= البيت من قصيدة يمدح فيها الحارث بن أبي شمر الغساني، ولفظه كما في ديوانه ص ١٣١:
. . . . . . . . . . . . . ... خبير بأدواء النساء طبيب
وقال بعده:
إذا شاب رأسُ المرءِ أو قَلَّ مالُه ... فليس له في وُدِّهِنَّ نَصِيبُ
يُرِدْنَ ثَرَاءَ المالِ حَيْثُ عَلِمْنَهُ ... وشَرْخُ الشبابِ عِنْدَهُنَّ عَجيبُ
وانظر: الشعر والشعراء ١/ ٢١٩.
(¬١) فالشاهد في قوله: "بالنساء" ومجيء الباء بمعنى عن.
(¬٢) سقطت من (ت)، و (ص)، و (ك).
(¬٣) سورة الفرقان: الآية ٥٩.
(¬٤) سورة الفرقان: الآية ٢٥.
(¬٥) انظر: المساعد ٢/ ٢٦٣.
(¬٦) انظر: المساعد ٢/ ٢٦٤.
(¬٧) سورة آل عمران: الآية ٧٥.
(¬٨) انظر: البرهان ١/ ١٨٠.

الصفحة 906