كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
وتكون الباء زائدة، كما في قوله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} (¬١)، {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬٢)، {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} (¬٣)، {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (¬٤)، {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} (¬٥) (¬٦). فهذا مِنْ أجمع ما ذكره النحاة في موارد الباء.
وأما وُرودها للتبعيض فقد ذكره ابن مالك (¬٧)، ومِنْ شواهده:
شُرْبَ النَّزِيفِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ (¬٨)
---------------
(¬١) سورة مريم: الآية ٢٥.
(¬٢) سورة البقرة: الآية ١٩٥.
(¬٣) سورة الحج: الآية ١٥.
(¬٤) سورة المؤمنون: الآية ٢٠.
(¬٥) سورة الحج: الآية ٢٥.
(¬٦) انظر: مغني اللبيب ١/ ١٢٦، المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٢٦٤.
(¬٧) انظر: المساعد ٢/ ٢٦٤.
(¬٨) هذا عجز بيت، صدره:
فَلَثَمْتُ فاها آخِذًا بقُرُونها ... . . . . . . . . . . . .
وعزا البيت ابن منظور إلى عمر بن أبي ربيعة، ثم نقل عن ابن بري أن البيت لجميل بن معمر. والنزيف: المحموم الذي مُنِع من الماء. ولثمت فاها: قبلته. ونصب "شُرْبَ" على المصدر المشبه به؛ لأنه لما قبَّلها امتص ريقها، فكأنه قال: شربت ريقها كشرب النزيف للماء البارد. ثم نقل عن الأزهري: الحَشْرَجُ الماء العذب من ماء الحِسْيِ، قال: والحَشْرج الماء الذي تحت الأرض لا يفطن له في أباطح الأرض، فإذا حُفِر عنه ذِراعٌ جاش بالماء، تسميها العرب الأحْساءَ والكِرارَ والحَشَارِجَ. انظر: لسان العرب ٢/ ٢٣٧، مادة (حشرج). وانظر: ارتشاف الضرب ٤/ ١٦٩٧.
الصفحة 908
3327