كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

قال: (السادسة: إنما للحصر؛ لأنَّ "إنَّ" للإثبات، و"ما" للنفي، فيجب الجمع على ما أمكن. وقد قال الأعشى: وإنما العزَّةُ للكاثر. وقال الفرزدق:
وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
وعُورِض بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (¬١). قلنا: المراد الكاملون).
تقييد الحكم بإنما مِثْل: إنما قام زيد - هل يفيد حَصْرَ الأول في الثاني (¬٢)؟ بمعنى: أنها تفيد إثباتَ الحكم في المحكوم عليه ونفيَه عن غيره، فيه مذهبان:
أحدهما: تفيد الحصر، وبه قالَ القاضي (¬٣)، وأبو إسحاق الشيرازي (¬٤)، والغزالي (¬٥)، وعليه الإمام وأتباعه (¬٦) منهم (¬٧) صاحب
---------------
= ١/ ٢٤٢، كشف الأسرار ٢/ ١٦٧، شرح الكوكب ١/ ٢٦٧، مغني اللبيب ١/ ١١٨، المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٢٦١، أوضح المسالك ٢/ ١٣٥.
(¬١) سورة الأنفال: الآية ٢.
(¬٢) أي: حصر القيام في زيد.
(¬٣) انظر: التلخيص ٢/ ٢٠٣.
(¬٤) انظر: شرح اللمع ١/ ٥٤١.
(¬٥) انظر: المستصفى ٣/ ٤٤٠.
(¬٦) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٥٣٥، التحصيل ١/ ٢٥٣، الحاصل ١/ ٣٧٩، نهاية الوصول ٢/ ٤٥٣.
(¬٧) في (غ): "ومنهم".

الصفحة 913