كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)
قال: (الفصل التاسع: في كيفية الاستدلال بالألفاظ.
وفيه مسائل: الأولى: لا يخاطبنا الله بالمهمل؛ لأنه هذيان.
احتجت الحشوية بأوائل السور. قلنا: أسماؤها (¬١). وبأن الوقف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (¬٢) واجبٌ وإلا يتخصص المعطوفُ بالحال. قلنا: يجوز حيث لا لَبْس، مثل: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} (¬٣). وبقوله تعالى: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} (¬٤). قلنا: مَثَلٌ في الاستقباح).
هذا الفصل معقود لبيان كيفية الاستدلال بخطاب الله تعالى، وخطاب رسوله - صلى الله عليه وسلم - على الأحكام، وفيه مسائل: الأولى والثانية منها يجريان مجرى المبادئ للمقصود.
أما الأولى: فنقول: لا يجوز أن يخاطبنا الله تعالى بالمهمل، أي: بما ليس له معنى؛ لأنه نقص، والنقص محال على الله تعالى (¬٥). هذا كلام المصنف.
وأما الإمام ففي عبارته قلق، وذلك أنه قال: "لا يجوز أن يتكلم الله بشيء ولا يعني به شيئًا، والخلاف فيه مع الحشوية. لنا وجهان:
---------------
(¬١) في (ص)، و (ك): "أسماء".
(¬٢) سورة آل عمران: الآية ٧.
(¬٣) سورة الأنبياء: الآية ٧٢.
(¬٤) سورة الصافات: الآية ٦٥.
(¬٥) انظر: جمع الجوامع مع المحلي وما قاله البناني في حاشيته ١/ ٢٣٢.
الصفحة 923
3327