كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

والقول به، فإنه تعلق في مسألة الرؤية بقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (¬١).
وقال: لما ذكر الحجاب في إذلال الأشقياء - أشعر ذلك بنقيضه في السعداء. وقد تحققتُ على طول بحثي عن كلام أبي الحسن أنه ليس من منكري الصِّيَغ على ما اعْتَقَده معظمُ النقلة، ولكنه قال في معارضاته (¬٢) مع أصحاب الوعيد بإنكار الصيغ، وآل سِرُّ مذهبه إلى إنكار التعلق بالظواهر فيما ينبغي (¬٣) القطع فيه، ولا نرى له المنع من العمل بقضايا الظواهر في مظان الظنون. وقد باح القاضي رضي الله عنه بجَحْد الصيغ، وَصَرَّح بنفي المفهوم" (¬٤) (¬٥).

قال: (الرابعة: تعليق الحكم بالاسم لا يدل على نفيه عن غيره، وإلا لما جاز القياس، خلافًا (لأبي بكر) (¬٦) الدقاق).
---------------
(¬١) سورة المطففين: الآية ١٥.
(¬٢) في (ت)، و (ص)، و (غ): "مفاوضاته".
(¬٣) في (ص)، و (ك): "يُبْغى". وفي (غ): "نبغي".
(¬٤) انظر: البرهان ١/ ٤٥٠, ٤٥١.
(¬٥) انظر مسألة دلالة الخطاب على الحكم بالمنطوق أو بالمفهوم في: المحصول ١/ ق ١/ ٥٧٦, التحصيل ١/ ٢٥٦، الحاصل ١/ ٣٨٥، نهاية السول ٢/ ١٩٤، السراج الوهاج ١/ ٤١٠، مناهج العقول ١/ ٣٠٩ , جمع الجوامع مع المحلي ١/ ٢٣٥, الإحكام ٣/ ٦٤، بيان المختصر ٢/ ٤٣١، تيسير التحرير ١/ ٨٦، فواتح الرحموت ١/ ٤٠٦، شرح الكوكب ٣/ ٤٧٣.
(¬٦) في (غ)، و (ك): "لابن".

الصفحة 941