كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 3)

وقد تجيء لمجرد الثناء كصفات الله تعالى، أو لمجرد الذم نحو: الشيطان الرجيم. أو للتوكيد مثل: {نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}. أو للتحنن مثل: زيد المسكين. وهذه الأقسام (¬١) لا مفهوم لها.
وقد يُعَبَّر عن التخصيص بالشرط، وعن التوضيح بالتعريف، والمعنى واحد. ولما احتمل كون كل منهما مرادًا - وقع في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة أماكنُ اختلف فيها العلماء، وفي الحكم المرتب عليها؛ لأجل اختلافهم فيها.
فمن ذلك قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} (¬٢)، فقوله: {لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} متردد (¬٣) بين أن يكون للتوضيح أو للتخصيص، فإن كان الأول كان (¬٤) فيه دلالة لمذهب الشافعي - رضي الله عنه - أن العبد لا يملك شيئًا، ويكون معنى الآية: أن هذا شأن العبد كما في قوله: "مملوكًا" قبل ذلك، فإنه للتوضيح لا محالة. وإنْ كان قوله: {لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} للتخصيص - كان فيه دلالة لمذهب مالك والقديمِ عندنا أن العبد يملك بالتمليك (¬٥)؛ (لأن معنى الآية: أن العبد قد يملك) (¬٦) وقد لا يملك، والوصفُ خَصَّص المثال (¬٧) بمن لا يملك شيئًا،
---------------
(¬١) أي: الأقسام الأربعة: لمجرد الثناء، أو الذم، أو التوكيد، أو التحنن.
(¬٢) سورة النحل: الآية ٧٥.
(¬٣) سقطت من (ت).
(¬٤) سقطت من (ت).
(¬٥) أي: بأن يملِّكه سيده.
(¬٦) سقطت من (ت).
(¬٧) وهو العبد في الآية.

الصفحة 963