كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

قال: (الباب الثاني: في الأوامر والنواهي. وفيه فصول:
الأول: في لفظ الأمر
وفيه مسألتان:

الأولى: أنه حقيقة في القول الطالب للفعل، واعتبر المعتزلة العلُوَّ، وأبو الحسين الاستعلاء، ويُفسدهما قولُه تعالى حكاية عن فرعون: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} (¬١)).
الكلام عند أصحابنا يطلق على اللساني والنفساني، واختلفوا هل هو حقيقة فيهما أو في أحدهما؟ على مذاهب: قيل: في (¬٢) اللساني فقط، وذهب المحققون منا كما نقله الإمام في أول اللغات إلى أنه مشترك بينهما (¬٣)، وذهب آخرون إلى أنه حقيقة في النفساني فقط، وكلا القولين منقول عن الشيخ، ويدل على أنه حقيقة في النفساني قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} (¬٤)، وقوله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} (¬٥) (¬٦).
---------------
(¬١) سورة الأعراف: ١١٠. والآية: "فماذا" بالفاء. سورة الشعراء: ٣٥. والآية: "فماذا" بالفاء.
(¬٢) سقطت من (ت).
(¬٣) أي: بين اللساني والنفساني. انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٢٣٥.
(¬٤) سورة المجادلة: الآية ٨.
(¬٥) سورة الملك: الآية ١٣.
(¬٦) قال الشوكاني في فتح القدير ٥/ ٢٦٢: "هذه الجملة مستأنفة مسوقة لبيان تساوي الإسرار والجهر بالنسبة إلى علم الله سبحانه، والمعنى: إن أخفيتم كلامكم أو جهرتم به في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكل ذلك يعلمه الله لا تخفى عليه =

الصفحة 987