كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

قال أصحابنا: ولسنا نستدل بهذه الأدلة على إثبات الكلام النفسي، فإنَّ هذه الأدلة قابلة للتأويل، ولكنا لما دلَّلنا بالبراهين القاطعة المُودَعة في الكتب الكلامية على إثبات (معنى في النفس) (¬١) يزيد على العلوم، والقُدَر (¬٢)، والإرادات (¬٣)، دللنا بهذه الألفاظ على أنه سُمِّي (¬٤) كلامًا، فهي أدلة على إثبات التسمية لا على إثبات الحقيقة (¬٥).
وأما قول الإمام هنا: المختار أنه حقيقة في اللساني فقط (¬٦) - فغير مُغَايِر لما نقله في "اللغات" عن المحققين؛ لأنه قال هناك: "الكلام بالمعنى القائم في النفس مما لا حاجة في أصول الفقه إلى البحث عنه، وإنما الذي يبحث عنه اللساني"، وقوله هنا: فقط، أي: ولا يكون حقيقة في الشيء والقصة (¬٧) والشأن والطريق (¬٨)، كما ذهب إليه
---------------
(¬١) في (غ): "معنى النفس".
(¬٢) جمع قُدْرة. انظر: الوصول إلى الأصول ١/ ١٢٩.
(¬٣) منها ما ذكره ابن برهان في الوصول إلى الأصول ١/ ١٢٩: "أن السيد إذا قال لعبده: قم - وجد نفسه اقتضاءً حَتْمًا، وأمرًا جَزْمًا، ليس بإرادة، ولا قدرة، ولا علم، فسماه أهل الحق كلامًا". وانظر: البرهان ١/ ٢٠٠.
(¬٤) في (غ): "يسمى".
(¬٥) نقل الشارح هذا الكلام من ابن برهان في الوصول إلى الأصول ١/ ١٣١.
(¬٦) انظر: المحصول ١/ ق ٢/ ٣٦.
(¬٧) هكذا في النسخ، وفي المعتمد ١/ ٣٩، وجمع الجوامع مع المحلى ١/ ٣٦٧: والصفة. وفي البحر المحيط ٣/ ٢٥٩: والصفة والقصة.
(¬٨) أي: لا يكون الأمر بمعنى الشيء، والقصة، والشأن، والطريق، على سبيل الحقيقة. بل تلك معانٍ مجازية له.

الصفحة 989