كتاب أهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين
وحثّ عليه الصلاة والسلام المسلمين في غزوة تبوك، فقال عليه الصلاة والسلام:"من جهّز جيش العسرة فله الجنة ". فجهزه عثمان رضي الله عنه (1) .
وهذا يدلّ دلالة واضحة على أنّ الجندي المسلم لا بد أن يقتنى السلاح ليكون على أُهبة الاستعداد، وفتّاكاً ليرهب به الأعداء، وذلك على ضوء قوله جل شأنه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60] .
وحشد الجيوش والعتاد الحربي لمجابهة العدو لاتكفي، فلا بد من وجود القوة المعنوية المتمثلة في غرس العقيدة الصحيحة في نفس المسلم، وأن يكون القتال لإعلاء كلمة الله، فلا قتال لحسَب ولا لمال ولا لجاه "مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" (2) .
فهذه من الأمور المهمة التي لا بد أن يدركها الجندي المسلم في كل زمان ومكان.
__________
الألباني، انظر: إرواء الغليل (5/244) رقم (1513) .
(1) البخاري مع الفتح (5/406-407) ، رقم (2778) .
(2) البخاري، رقم الحديث (123) ، ومسلم/ حديث رقم (1904) .
الصفحة 48
61