كتاب كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية

5- رافع بن خديج رضى الله عنه:
روى مسلم بسنده أن مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكة وأهلها وحرمتها، ولم يذكر المدينة وأهلها وحرمتها، فناداه رافع بن خَدِيج فقال: ما لي أسمعك ذكرت مكة وحرمتها، ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها، وقد حَرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها.
وذلك عندنا في أديم خولاني - إن شئت أقرأتكه.
قال: فسكت مروان. ثم قال: قد سمعت بعض ذلك. (1)
وفي رواية عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم حَرَّم مكة، وإني أحرِّم ما بين لابتيها" - يريد المدينة. (2)
ولم يذكر كتابة، وهذا يبين ما قلناه من أن مكتوبات كتبت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينص على كتابتها، لعدم الحاجة إلى هذا البيان، وأن العبرة عندهم بالسماع وليس بالكتاب كما ذكرنا قبلُ.
6- عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضى الله عنه:
روى مسلم بسنده عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبراهيم حَرَّم مكة ودعا لأهلها، وإني حَرَّمْتُ المدينة، كما حرم إبراهيم مكة". (3)
__________
(1) م (2/991 – 992) في الكتاب والباب السابقين.
من طريق سليمان بن بلال، عن عتبة بن مسلم، عن نافع بن جبير أن مروان … إلخ. رقم: (457/1361) .
(2) م: (2/991) في الكتاب والباب السابقين. رقم: (456/1361) .
(3) م: (2/991) في الكتاب والباب السابقين. رقم (454/1360) .

الصفحة 38