كتاب كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية

وفي هذه الصحيفة الكثير من الأحاديث.
وقد روى أبو بكر البزار كثيراً منها، وفي زوائده ستة وتسعون حديثاً (1) ، في كل منها يأتي بالإسناد السابق ثم يقول: فذكر أحاديث بهذا.. ثم قال: وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ويذكر الحديث.
وهذا لا يكون إلا عن نسخة.
وروى الطبراني الكثير منها في المعجم الكبير، وبهذا الإسناد عند البزار، روى أكثر من تسعين حديثاً (2) .
والمشكلة التي تواجهنا في مثل هذا - والتي ذكرناها في أول هذا البحث، هي أنه لا تذكر عند أحاديث هذه النسخة أنها مكتوبة أو من صحيفة؛ وكل هذا في كل الصحف.
ولكننا نتعلق بالدلائل التي تحقق مقصودنا - إن شاء الله عز وجل وتعالى. فكون هذه الأحاديث كلها تذكر بإسناد واحد، ويسلك البزار المسلك نفسه الذي سلكه مسلم في رواية أحاديث صحيفة همام يدلُّ على أنها مكتوبة.
وكذلك كونه يذكر الحديث الأول منها على أنه من رسالة كتبها سمرة إلى بنيه.
__________
(1) ذكر ابن القطان أن البزار يروي منها نحو المائة (الوهم والإيهام 5/138) في رقم (2378) .
وقد أحصى صاحب صحائف الصحابة أحاديث الصحيفة بأرقامها في كشف الأستار (ص159) .
(2) المعجم الكبير للطبراني: (7/295 – 322) .

الصفحة 75