كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

حسب ما شهد له به العلماء الذين عاصروه وجاؤوا بعده.
وقد اختصر الكتاب واحتفظ بطرف منه ابن قاضي شهبة، وطبع، وحاول بعض الناس جمع نصوصه، والأمر ما زال فيه متسع.
2-مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمر الكوفي المتوفى 144هـ (1) .
علامة محدث، ولد في أيام جماعة من الصحابة، ولكن لم تتهيأ له الرواية عنهم، ويدرج كما قال الذهبي: في عداد صغار التابعين، وقد روى عن الشعبي وأبي الوداك، وقيس بن أبي حازم، ومرَّة الهمداني ... وغيرهم.
وروى عنه الكبار: السفيانان، وشعبة، وجرير بن حازم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وحماد بن زيد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وابنه إسماعيل بن مجالد، وقد روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وهو أكبر منه، وهذا يدخل في رواية التابعين عن الأتباع.
وقد وثقه بعضهم كالنسائي، وقال الفسوي: تكلم فيه الناس وهو صدوق. وقال العجلي: جائز الحديث، وقال البخاري: صدوق.
وكان يحيى بن سعيد يضعفه، وابن مهدي لايروي له شيئاً، وكان ابن مهدي يقول: حديث مجالد عند الأحداث - يحيى بن سعيد، وأبي أسامة - ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد، وهشيم وهؤلاء القدماء، يعني أنه تغيَّر حِفْظُه في آخر عمره. وقال ابن عدي: «ومجالد له عن الشعبي
__________
(1) انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد 6/349، والتاريخ الكبير للبخاري 8/رقم: 1950، والجرح والتعديل 8/رقم: 1653 والمجروحين لابن حبان 3/10، والكامل لابن عدي 6/420، وتهذيب الكمال 27/219، وسير أعلام النبلاء 6/286، وتهذيب التهذيب 10/39، وتقريب التهذيب ص:605.

الصفحة 19