كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

ومعتمر بن سليمان من الثقات توفي سنة 182?، روى عنه الثوري، وهو أكبر منه، وابن المبارك وهو من أقرانه، ورى عنه الجَمّ الغفير من الأئمة، ووثقه غير واحد من الأئمة: ابن معين، وابن سعد، وأبو حاتم والعجلي، وغيرهم. وأما محمد بن عبد الأعلى الصنعاني المتوفى 245? فهو ثقة أخرج حديثه مسلم إذ روى عنه خمسة وعشرين حديثاً. والنسائي، وقال كتبنا عنه وأثنى عليه خيراً وأخرج له الترمذي، وأبو داود، في كتاب القدر وابن ماجه وغيرهم.
وقد روي كتاب التيمي من غير طريقه كما يتبين من المنقول وهذا الكتاب قد وصل إلى الأعصر المتأخرة، إذ نجد محمد بن أحمد المالكي الأندلسي قد ذكره في الجزء الذي جمعه في تسمية ما ورد به الخطيب إلى دمشق من الكتب التي رواها، فقال: مغازي سليمان التيمي (1) . ووصلت روايته إلى ابن خير الإشبيلي المتوفى 575هـ فهو ضمن مروياته وسماه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) . ونجده عند معاصره الحافظ أبي القاسم السهيلي المتوفى 581هـ في كتاب «الروض الأنف» (3) «وسماه: السير» .
واقتبس منه ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (4) وسماه: المغازي.
واستفاد منه الإمام الذهبي في السيرة أخباراً عديدة منها بالأسانيد ومنها
__________
(1) انظر جونة العطار للسيد أحمد بن الصديق، مرقون بالآلة، خاص 2/72.
(2) انظر فهرسة ابن خير ص: 231.
(3) انظر 1/271، 273، 2/48، 53، 177 وغيرها.
(4) انظر 3/600.

الصفحة 22