كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

وقد روى حديثه أصحاب السنن الأربعة وقد استفاد منه ابن سعد في طبقاته انظر 4/12، 13، 34، 37، و1/210، 216، 219، 221.
وبالرجوع إلى تاريخ الطبري الذي استفاد من أكبر قدر من المصادر التي سبقته وجدت أنه اقتبس عدة نصوص عنه، منها: ما يتعلق بالوحي كما في 2/386، وفي التأريخ بالهجرة 2/390، وفي غزوة بدر 2/419، وفي غزوة بني قينقاع 2/480، وفي أخبار عمر 4/213، 220، وفي خبر غزوة ذات الصواري 4/288، وأخبار عثمان 4/359، وأخبار خروج الأشراف بفخ في عهد العباسيين 8/192، 193، 195، 198.
ويبدو أن شأنه كان عظيماً في تَقَصِّي روايات السيرة وتدقيقها إذ يرجع إليه الواقدي ويسأله ويؤكد محمد بن صالح له الأخبار التي يرويها أو التي يسمعها. ويتبين ذلك مما روي عن الشعبي أن إسرافيل قرن برسول الله صلى الله عليه وسلمقبل أن يوحى إليه ثلاث سنوات قال الواقدي: فذكرت ذلك لمحمد بن صالح ابن دينار فقال: والله يابن أخي لقد سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وعاصم بن عمر بن قتادة يحدثان في المسجد، ورجل عراقي يقول لهما هذا، فأنكراه جميعاً وقالا: ما سمعنا ولا علمنا إلا أن جبريل هو الذي قرن به، وكان يأتيه بالوحي من يوم نبئ إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم. وفي طبقات ابن سعد 1/191، ذكر هذا الخبر بسنده إلى الشعبي ثم قال: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال: ليس يعرف أهل العلم ببلدنا أن إسرافيل قرن بالنبي صلى الله عليه وسلم. وإن علماءهم، وأهل السيرة منهم يقولون: لم يقرن به غير جبريل من حين أنزل عليه الوحي إلى أن قبض صلى الله عليه وسلم.
ومن هذا النص الهام يتبين أن الواقدي قد عدّ شيخه محمد بن صالح من

الصفحة 36