كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

4- إبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحق الفزاري المتوفى 186هـ (1) . الإمام الكبير الحافظ شيخ المجاهدين.
حدّث عن أبي إسحق السبيعي، وهشام بن عروة، وحميد الطويل، وسليمان بن مهران الأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وغيرهم.
وحدّث عنه الأوزاعي والثوري وهما من شيوخه، وعبد الله بن المبارك، وعبد الملك بن حبيب المصيصي، ومحبوب بن موسى الفراء، ومعاوية بن عمرو الأزدي، وخلق كثير.
وثقه جمع كبير من الأئمة، فقال أبو حاتم: الثقة المأمون الإمام.
وقال النسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة. قال العجلي: كان ثقة، صاحب سنة صالحاً، هو الذي أدب أهل الثغر، وعلمهم السنة، كان يأمر وينهى، وإذا دخل إلى الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه. وكان الأوزاعي يقول: حدثني الصادق المصدوق، أبو إسحق الفزاري.
صنف الفزاري كتاباً سمّاه: السير، وقد نال ثناء جمع من الأئمة وعلى رأسهم: الشافعي إذ قال: لم يصنف أحد في السير مثل كتاب أبي إسحق. وأملى كتاباً على ترتيب كتابه. وقد روي عنه واقتبس الأئمة من طبقة تلاميذه ومن تلاهم. وقد أنقذنا قسماً من هذا الكتاب بفضل من الله تعالى عن نص قديم جداً كتب في الأندلس سنة 270هـ على رقّ غزال.
__________
(1) ترجمته في مقدمة الكتاب بتحقيقنا فهي مطولة، وفي تاريخ البخاري 1 / 321، والجرح والتعديل 1/128، وطبقات ابن سعد 7 / 488، وتهذيب الكمال 2 / 170، وسير أعلام النبلاء 8 / 539، وتهذيب التهذيب 1 / 151، وتذكرة الحفاظ 1 / 117، وغيرها.

الصفحة 47