كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

حديث من حديث ابن وهب بمصر، وفي غير مصر، ما أعلم أني رأيت حديثا لا أصل له.
وقد جمع حرملة حديث ابن وهب كله إلا حديثين أحدهما تفرد به أبو الطاهر بن السرح، وهو حديث أبي هريرة مرفوعا: "كل بني آدم سيد، فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها". والثاني، تفرد به الغرباء، وهم سبعة ذكرهم ابن عدي (1) ، وهو حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة". وقد أخرج الأئمة الستة وغيرهم حديثه.
وعُدَّ عبد الله به وهب من المكثرين في التصنيف، قال القاضي عياض (2) : وألف تواليف كثيرة جليلة المقدار عظيمة المنفعة، منها سماعه من مالك ثلاثون كتابا.. وكتاب المغازي. وذكره له الذهبي في سير أعلام النبلاء (3) . وكتابه الجامع مشهور مطبوع.
وكتابه المغازي حمله إلى الغرب تلميذه سحنون، فقد جاء في ترجمة سحنون، أنه كان إذا قرئت عليه مغازي ابن وهب تسيل دموعه، وإذا قرئ عليه الزهد لابن وهب يبكي (4) .
وجاء في ترجمة إبراهيم بن المنذر عند الخطيب في تاريخ بغداد بسنده إلى عثمان بن سعيد الدارمي قال: رأيت يحيى بن معين كتب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحاديث ابن وهب ظننتها المغازي (5) . وقد اقتبس منه القاضي
__________
(1) الكامل 4/205.
(2) ترتيب المدارك 3/240.
(3) انظر 9/225.
(4) انظر ترجمة سحنون في المدارك، وسير أعلام النبلاء 12/67.
(5) انظر تاريخ بغداد 6/181 وتهذيب الكمال 2/209 وتهذيب التهذيب 1/167.

الصفحة 54