كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

9- محمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي، المديني، القاضي المتوفى سنة 207هـ (1) .
آخر الكبار المؤسسين لعلم السيرة النبوية، سمع من صغار التابعين، ومن بعدهم بالحجاز والشام، وغير ذلك، وحدث عن محمد بن عجلان، وابن جريج، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وهشام بن الغاز، ومالك، وخلق كثير..
روى عنه كاتبه محمد بن سعد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قال كاتبه محمد بن سعد: كان عالما بالمغازي، والسيرة والفتوح والأحكام واختلاف الناس واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها، ووضعها وحدث بها.
قال الخطيب البغدادي: قدم الواقدي بغداد، وولي قضاء الجانب الشرقي فيها، وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد -عرف أخبار الناس- أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير، والطبقات، وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلموكتب الفقه، واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك. وكان كريماً جواداً مشهوراً بالسخاء. وقد وقف الناس من الواقدي مواقف متباينة
__________
(1) ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/334، والتاريخ الكبير للبخاري 1/178، والصغير 2/311 والجرح والتعديل 8/20، وتاريخ بغداد 3/3، والفهرست لابن النديم ص 111، وفيات الأعيان 1/506، تهذيب الكمال 26/180، سير أعلام النبلاء 9/454، ميزان الاعتدال 3/ رقم 7993، تهذيب التهذيب 9/363، تذكرة الحفاظ 1/348 وقد جمع أطراف الترجمة وناقشها ابن سيد الناس في صدر كتابه عيون الأثر، فلتنظر.

الصفحة 57