كتاب أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة

طريق يحيى بن محمد الجاري عن مجمع بن يعقوب عنه.
3- الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب القرشي الزهري، أبو بكر المخزومي المتوفى 124هـ (1) .
علم الأعلام، وعالم الحجاز والشام، روى عن بعض الصحابة وعن جمع كبير من التابعين وكبارهم.
وروى عنه جمع غفير من الأعلام، وحديثه ملأ الكتب والدواوين قال ابن منجويه: رأى عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أحفظ أهل زمانه، وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، وكان فقيهاً فاضلاً.
قال محمد بن سعد: قالوا: وكان الزهري ثقة كثير الحديث، والعلم والرواية فقيهاً جامعاً. قال الليث بن سعد: قلت لابن شهاب: يا أبا بكر لو وضعت للناس هذه الكتب ودونتها فتفرغت، فقال: ما نشر أحد من الناس هذا العلم نشري، وبَذَلَه بذلي.
وروايات ابن شهاب للسيرة النبوية ملأت الكتب كذلك من عصره وما تلاه، فابن إسحق تلميذُه أكثرَ عنه، وكل مَنْ صَنَّف في السيرة، أو روى، احتاج إليه.
ومِنْ تَتَبُّع نصوصه نجد أن الزهري في سرده للسيرة يستعمل الإسناد أحياناً أي المرفوع المتصل، وأحياناً يرسل، وأحياناً يسوق الخبر بأسلوبه دون الاعتماد على أحد من الرواة، ولعل هذا راجع إلى طبيعة الموضوع وسياقه
__________
(1) ترجمته في جميع كتب التراجم والأعلام ومن المصادر: طبقات ابن سعد 4/126 تاريخ ابن عساكر وقد فصلت ترجمته وطبعت بتحقيق شكر الله بن نعمة الله القوجاني 1982، تهذيب الكمال 26/419 وإحالاته، وسير أعلام النبلاء 5/326، وتهذيب التهذيب 9/445.

الصفحة 8