كتاب التصنيف في السنة النبوية

الأحاديث إلى نظرة متيقنة في عدم صحتها (1) .
وممَّا يؤسف له غاية الأسف، أنَّ سياسة "التدجين والتفريغ"، التي عمل عليها الاستشراق - في بعض مدارسه- في العالم الإسلامي، أفضت إلى وجود بعض المتغربين من المسلمين المعاصرين الذين رددوا تلك الشبهات والمقولات والطعون، بصيغ وطروحات وأشكال مختلفة، وتتباين كذلك في جهارتها وخفائها، ومِنْ هؤلاء مَنْ تلقَّف هذه الشبهات والطعون ونسبها إلى نفسه زوراً وبهتاناً، فكان كلابس ثوبيْ زُور، وبعض الناس من الجهلة المتعالمين لم ينتحلها لنفسه، ولكنه تبناها وارتضاها، ومَكَّنَ لها ودافع عنها.
وقد واجه علماء المسلمين ومفكروهم، هذه الطروحات المشكَّكة والطاعنة منذ بدايات ظهورها، فناقشوها ودفعوها بحجة وعلم وبرهان، وكشفوا زيفها، ووهن بنائها، مع بيانهم للدوافع والمقاصد التي كانت وراءها.
ومن أبرز المصنَّفات التي اهتمت بهذا الجانب في هذه الفترة الزمنية (1351-1424هـ) :
1 ـ "حجية السُّنَّة".
عبد الغني عبد الخالق رحمه الله تعالى (1326- 1403هـ) .
وتاريخ مقدمته عام (1361هـ) ، وقد صدر في طبعته الأولى عام (1407هـ) ،عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا، في (598) ص.
ويعد هذا الكتاب بحق من أوفى الكتب في موضوعه، وأكثرها جِدَّةً ومنهجيةً وإحكاماً ورسوخاً.
__________
(1) انظر بخصوص كتابي (جولد تسيهر) و (شاخت) : "دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه" للدكتور محمد مصطفى الأعظمي ص: (ي) .

الصفحة 16