كتاب مصادر السيرة النبوية

من نسبه صلى الله عليه وسلم، ومولده وحجه، وغزواته وصفاته ونسائه، وأولاده وأخلاقه، إضافة إلى الهجرة وأعماله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وتفاصيل كثيرة في سراياه وغزواته. إضافةً إلى الحديث عن إسلام بعض الوفود التي وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة، ثم انتهى حديث ابن حزم عن حجة الوداع، ثم وفاة الرسولصلى الله عليه وسلم (1) .
والمتأمل لكتاب السيرة لابن حزم يلمس أن المؤلف مال إلى الاختصار لكي يسهل على طلاب العلم الإفادة من علمه على نحو كبير، لذلك نجده جرد كتابه من ذكر الأسانيد ما عدا روايات محدودة نقلها عن ابن عبد البر، وخليفة بن الخياط، وأبي حسان الزيادي، وكذلك جرد كتابه من الأشعار والقصص (2) ، ونجده غالباً ما يرجح بين الروايات، ويحقق في تواريخ الأحداث (3) . ولقد تميز كتابه هذا بالعناية البالغة في فصلين هامين هما:
أعلام الرسول، وخلقه وشمائله؛ لأن ذلك يمثل الجانب العملي في الكمال الخلقي للرسول صلى الله عليه وسلم (4) .
وقد اشتمل كتاب "جوامع السيرة" على معلومات جيدة من كتب مختصة بالسيرة النبوية، وقد امتاز الكتاب بالدقة البالغة في تحليل النص المنقول (5) ، كما امتاز بالشرح والتحليل لغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم فعقد لها فصولاً مطولة، وأدلة بينة وواضحة.
__________
(1) انظر فهارس كتاب جوامع السيرة لابن حزم.
(2) ابن حزم: جوامع السيرة، (مقدمة التحقيق) ، ص13.
(3) سعد المرصفي: مناهج المؤلفين في السيرة النبوية، ص55.
(4) ابن حزم: جوامع السيرة، (مقدمة التحقيق) ،ص7.
(5) المصدر السابق، ص11.

الصفحة 27