كتاب مصادر السيرة النبوية

والأنبياء، ثم تحدث عن أصل العرب وأنسابهم، وتحدث عن بعض الشخصيات في الجاهلية، ثم عن وقعة الفيل وما ورد فيها من أقاويل وأخبار، ثم تحدث عن بعض أعلام المسلمين، ثم بعد ذلك تحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وولادته والبشارة بنبوته ثم نسبه، ثم زواجه من خديجة رضى الله عنها، ثم هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وتحدث مغلطاي عن سرايا الرسول وغزواته وحياته الشخصية وغير ذلك من موضوعات السيرة (1) .
وقد اعتمد في تأليف كتابه هذا على سيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام، وقد انتقد سيرة ابن إسحاق ووضع عليها ملاحظات وتقويمات نقدية، والملاحظ على كتاب: "الزهر الباسم" أن المؤلف يسرد في كتابه موضوعات كثيرة لا علاقة لها بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمتمعن في الكتاب يدرك هذا الأمر. وقد اعتنى بسرد أقوال العلماء في الحوادث التاريخية وموضوعات السيرة التي يقع فيها الخلاف، ثم بين أهمية علم النسب، ورد على من زعم أنه علم لا ينفع، ثم بين الألفاظ الغريبة واشتقاقاتها اللغوية التي وردت في السيرة (2) ، ثم إنه أورد أشعاراً كثيرة في موضوعات متعددة في السيرة، وهذا بخلاف من سبقه من علماء السيرة الذين يحاولون تجريدها من الأشعار والقصص والأخبار الغريبة. وقد اهتم كثيراً بأمر الاستدراك سواء في الحديث أو التاريخ أو النسب أو اللغة أو الشعر وخلاف ذلك، وجاء تنوع مادة الكتاب العلمية وخروجه عن السيرة النبوية نظراً لتعدد مصادر المعلومات فقد
__________
(1) انظر فهارس الكتاب في الجزء المحقق، ج2/1094-1128.
(2) مغلطاي: الزهر الباسم، (مقدمة التحقيق) ، ج1/ ص 90.

الصفحة 38